عندما ينتصر الجنون
سكر الزمان
وقد تمومستِ القرون
وترنَّح التاريخ
عبرَ أزقة الشرق الحزين
وإذا سكرت
تعهَّرت في القدس
أجهزة المجون
فمتى سينتصر الجنون!؟
يا بائع الأيام
بِعني ساعة ً
كيما أمارس في دقائقها الحنين
الخبز أكبر
ليس ربُّك
يا سجين
يقتاته جوع.. وحرمان.. واحلام
بُنيَتْ على أنقاضها
زنزانة القدر اللعين
فمتى سينتصر الجنون
صحراؤكم باتت رصيداً من زيوت
والجائعون
أكلوا متاريس البيوت
يتلمظون الموت
ليس شفاههم يتلمظون
اُكِلـَتْ قديماً
لا تعجبوا
إن لم تروهم يبسمون
آباركم جثث محنطة
لها جفن
وليس لها عيون
فمتى سينتصر الجنون
لا بأس يا أختاه
نامي على صدري
وتيهي.. عربدي
وتألمي.. وتعذَّبي
هذا عزاء الثائرين
فأنا.. وأنت.. ونفطهم
وعيون ذيَّاك السجين
تتكوَّر الرغبات في أحشائنا
وإذا المخاض بلا جنين
فمتى سينتصر الجنون
تغتالنا الأيام
لكنا نعيش على شفاه الياسمين
لا تسألين
قبِّلي ما شئتِ خدَّ الشاعرين
والعابرين
على طريق الحبِّ والآلام
رغم الغام الظنون
وإذا وَهِنتُ
فساعدين
لأصبَّ في أذن الزلازل
صرختي
أيان؟
كيف؟
متى؟
سينتصر الجنون؟