عن بائع أثريات في الناصرة
الحُزْنْ،
أكثرُ الكلماتِ غرورًا وأقلّها مَنفعة
وَكمْ يبدو مُضحِكًا
أنْ تُحاولَ قوْقعةٌ بحَجْمِ فِنْجانِ القهْوَةِ
احْتواءَ نَهْرٍ مُتدفّق!
أمّا الألمْ
تِلكَ المرأةُ الرّماديّةُ الصّغيرَة
وَالتي تراها ليْلاً أوْ نَهارًا
على نَواصي الطرُقِ وَالمُنحَنياتِ
وَعِنْدَ مَحطاتِ السّفرِ وأبْوابِ مُخيّماتِ اللاّجئينْ
فإنّها أقلَّ غُرورًا
ولكنّها أيضًا أقلُّ مَنفعَة
وَكما يَقولونْ:
فإنّ الزهرَةَ ليسَتِ الحَديقَة
وَالشجَرَةُ ليسَتِ الغابَة
وَحينَما تتألّمُ
فأنتَ مُجرّدُ سَجينٍ
يَحملُ وَجبتَهُ المَسائيّةَ
وَيسيرُ نَحْوَ مِقْعَدِهِ في القاعَةِ الطويلَة.
وَمَعَ ذلكْ،
فَلا بُدَّ مِنَ اسْمٍ
لذلكَ الشيءِ
الذي يُشْبهُ رائحَةَ عِطْرٍ نٍسائيٍّ
في مستشفىً للمَجاذيبْ
أوْ جَوَّ المِخْدَعٍ
في قاعَةِ مَحْكمَةٍ عَسْكريّة
يَتسرَّبُ إلى أنْفِكَ
أوْ - قُلْ إحساسَكَ -
فجْأةً،
وَفي ذَرْوَةِ انْهِماكِكَ في بَيْعِ جَمَلٍ مِنْ خشَبِ الزّيتونْ
أوْ تَوْراةٍ مُصَفّحَةٍ بالمَعْدَنِ اللامِعِ
أوْ حَديثِكَ إلى سائِحَةٍ قَديمَةٍ كَهيرودوسْ
أو يوليوسْ قيْصَرْ.
عِنْدَها ...
ماذا يَعني أيُّ شَيءْ
سِوى أنَكَ تُريدُ أنْ تبْتعِدَ في الزّمَنِ
لِتُصْبِحَ نَقشًا على جِدارِ مَعْبَدٍ آشوريّ
وَأنْ تموتَ بشرْطِ أنْ تعيَ مَوْتَكْ
تَسْتجْدي الصَّلبَ كَما يُستَجْدى الخُبْزُ
على قِمّةِ جَبَلٍ حَقيقيٍّ
في سَنةِ 1978 ق.م.!!
وَفجْأةً يُداهِمُكَ شُعورٌ بِأنّكَ كاذِبٌ
مَخْدوعٌ رُبّما
أوْ أنّكَ باراباسْ عَلى الأقَلّ،
فَتبْكي،
تَنْهَمِرُ الصُّوَرُ مِنْ عَيْنَيكَ بِخطٍّ مُسْتَقيمْ
وَلْنَقُلْ تَتَدافَعُ
تَحُطُّ عَلى حافّةٍ بَعيدَةٍ
لَمْ تَبْلُغْها عَيْناكَ
أوْ رُبّما لمْ تَبْلُغْها السّماءُ مِنْ قََبْلْ،
وَمَعَ ذلِكْ
فكُلُّ شَيءٍ هُناكَ
مَعْروفٌ لَكَ تَمامًا
الخِيامُ وَالمعابِدُ وَتماثيلُ الآلِهَة
الشّوارِعُ وَالنقوشُ وَحتى أسْماءُ النّاسْ
حَبْلٌ مِنَ الأجْسادِ يَتلوّى كنَهْرٍ صاعِدْ
أغانٍ بِاللغاتِ التي تتكلّمُها أنْتْ،
وَفي شوارِعِ إحْدى المُدُنِ
تَلتقي بِرجُلٍ تَعْرفُهُ
وَامْرأةٍ تُحِبُّها،
رَجُلٌ تَعْرفُهُ...
وَامْرأةٌ تُحِبُّها...
عَلى رَأسِها جَرّةٌ مِنَ العَسَلْ
وَقِطعَةُ القِماشِ البَيْضاءُ عَلى فَمِ الجَرّةِ
ناصِعَةٌ كثلْجٍ على قِمّةِ جَبَلْ،
وَالطريقُ عَلى قَدَميْها الحافِيَتيْنِ
مَفْروشَةٌ بِالرّمْلِ وَالحَصى وَاللّهَبِ الصّحْراوِيّ.
امْرَأةٌ بَيْنَ الثلجِ وَالنّار!!
- هَلْ تَذكُرينَني؟
تَمْضي المرْأةُ دونَ أنْ تَراكَ
تَتسرَّبُ مِنْ خِلالِكَ أوْ مِنْ حَوْلِكَ كَالهَمْسْ
تَخْتَفي،
وَتَظلُّ أنْتَ كالسّاحِلِ حينَ يَغمُرُهُ المَدّ.
يَضحَكُ الرّجُلُ
فَتَهُمُّ بأنْ تَضْرِبَهُ
- مِنْ أيْنَ أنْت؟
- شيكاغو... أولْدْ سيتي.
- أغرُبْ أيّها الأحْمَقْ!
مَنْ يَبيعُ خَشبَ الزّيتونِ للأمْريكيّينْ!!
وَحينَ يَختفي الرّجُلُ
يَنْهمرُ مِنْ عَيْنيكَ...
"أولْدْ سيتي يا ابْنَ الكلبَة!"
... دَمْعٌ حَقيقيّ!
أكثرُ الكلماتِ غرورًا وأقلّها مَنفعة
وَكمْ يبدو مُضحِكًا
أنْ تُحاولَ قوْقعةٌ بحَجْمِ فِنْجانِ القهْوَةِ
احْتواءَ نَهْرٍ مُتدفّق!
أمّا الألمْ
تِلكَ المرأةُ الرّماديّةُ الصّغيرَة
وَالتي تراها ليْلاً أوْ نَهارًا
على نَواصي الطرُقِ وَالمُنحَنياتِ
وَعِنْدَ مَحطاتِ السّفرِ وأبْوابِ مُخيّماتِ اللاّجئينْ
فإنّها أقلَّ غُرورًا
ولكنّها أيضًا أقلُّ مَنفعَة
وَكما يَقولونْ:
فإنّ الزهرَةَ ليسَتِ الحَديقَة
وَالشجَرَةُ ليسَتِ الغابَة
وَحينَما تتألّمُ
فأنتَ مُجرّدُ سَجينٍ
يَحملُ وَجبتَهُ المَسائيّةَ
وَيسيرُ نَحْوَ مِقْعَدِهِ في القاعَةِ الطويلَة.
وَمَعَ ذلكْ،
فَلا بُدَّ مِنَ اسْمٍ
لذلكَ الشيءِ
الذي يُشْبهُ رائحَةَ عِطْرٍ نٍسائيٍّ
في مستشفىً للمَجاذيبْ
أوْ جَوَّ المِخْدَعٍ
في قاعَةِ مَحْكمَةٍ عَسْكريّة
يَتسرَّبُ إلى أنْفِكَ
أوْ - قُلْ إحساسَكَ -
فجْأةً،
وَفي ذَرْوَةِ انْهِماكِكَ في بَيْعِ جَمَلٍ مِنْ خشَبِ الزّيتونْ
أوْ تَوْراةٍ مُصَفّحَةٍ بالمَعْدَنِ اللامِعِ
أوْ حَديثِكَ إلى سائِحَةٍ قَديمَةٍ كَهيرودوسْ
أو يوليوسْ قيْصَرْ.
عِنْدَها ...
ماذا يَعني أيُّ شَيءْ
سِوى أنَكَ تُريدُ أنْ تبْتعِدَ في الزّمَنِ
لِتُصْبِحَ نَقشًا على جِدارِ مَعْبَدٍ آشوريّ
وَأنْ تموتَ بشرْطِ أنْ تعيَ مَوْتَكْ
تَسْتجْدي الصَّلبَ كَما يُستَجْدى الخُبْزُ
على قِمّةِ جَبَلٍ حَقيقيٍّ
في سَنةِ 1978 ق.م.!!
وَفجْأةً يُداهِمُكَ شُعورٌ بِأنّكَ كاذِبٌ
مَخْدوعٌ رُبّما
أوْ أنّكَ باراباسْ عَلى الأقَلّ،
فَتبْكي،
تَنْهَمِرُ الصُّوَرُ مِنْ عَيْنَيكَ بِخطٍّ مُسْتَقيمْ
وَلْنَقُلْ تَتَدافَعُ
تَحُطُّ عَلى حافّةٍ بَعيدَةٍ
لَمْ تَبْلُغْها عَيْناكَ
أوْ رُبّما لمْ تَبْلُغْها السّماءُ مِنْ قََبْلْ،
وَمَعَ ذلِكْ
فكُلُّ شَيءٍ هُناكَ
مَعْروفٌ لَكَ تَمامًا
الخِيامُ وَالمعابِدُ وَتماثيلُ الآلِهَة
الشّوارِعُ وَالنقوشُ وَحتى أسْماءُ النّاسْ
حَبْلٌ مِنَ الأجْسادِ يَتلوّى كنَهْرٍ صاعِدْ
أغانٍ بِاللغاتِ التي تتكلّمُها أنْتْ،
وَفي شوارِعِ إحْدى المُدُنِ
تَلتقي بِرجُلٍ تَعْرفُهُ
وَامْرأةٍ تُحِبُّها،
رَجُلٌ تَعْرفُهُ...
وَامْرأةٌ تُحِبُّها...
عَلى رَأسِها جَرّةٌ مِنَ العَسَلْ
وَقِطعَةُ القِماشِ البَيْضاءُ عَلى فَمِ الجَرّةِ
ناصِعَةٌ كثلْجٍ على قِمّةِ جَبَلْ،
وَالطريقُ عَلى قَدَميْها الحافِيَتيْنِ
مَفْروشَةٌ بِالرّمْلِ وَالحَصى وَاللّهَبِ الصّحْراوِيّ.
امْرَأةٌ بَيْنَ الثلجِ وَالنّار!!
- هَلْ تَذكُرينَني؟
تَمْضي المرْأةُ دونَ أنْ تَراكَ
تَتسرَّبُ مِنْ خِلالِكَ أوْ مِنْ حَوْلِكَ كَالهَمْسْ
تَخْتَفي،
وَتَظلُّ أنْتَ كالسّاحِلِ حينَ يَغمُرُهُ المَدّ.
يَضحَكُ الرّجُلُ
فَتَهُمُّ بأنْ تَضْرِبَهُ
- مِنْ أيْنَ أنْت؟
- شيكاغو... أولْدْ سيتي.
- أغرُبْ أيّها الأحْمَقْ!
مَنْ يَبيعُ خَشبَ الزّيتونِ للأمْريكيّينْ!!
وَحينَ يَختفي الرّجُلُ
يَنْهمرُ مِنْ عَيْنيكَ...
"أولْدْ سيتي يا ابْنَ الكلبَة!"
... دَمْعٌ حَقيقيّ!