الطيِّبون
تَعالَيْ إلى ضِفَّةِ الحُلْمِ نَبْني
نَمُدُّ البَساتينَ تَأتي الزّنابِقُ
نَمُدُّ البِحارَ فتَدْنو الزّوارِقْ
وَلا تُؤمِني بالمَنافي
قِفي وَقْفَةَ الحُبِّ
هَلْ تَلمَسينَ غِيابَ السَّريرْ!
سَآتيكِ مِنْ فَتْحَةِ السّورِ كَالجُنْدِ
بِالجَسَدِ المَحْضْ
لا تُؤمِني بالمَنافي!
قِفي وَقْفَةَ الحُبِّ
هاتي ارْتِدادَكِ
نَهْداكِ كَبْشا فِداءٍ يَطيرانِ نَحْوي
سَأدْنو فتَبْتَعِدُ الأرْضُ
لا تُؤمِني بالمَنافي
وَلا تَحْمِلي غَيْرَ ظِلّي وَصَوْتي.
امْلأيني بِعَيْنَيْكِ وَامْتَلئي بانْتِفاعي
وَأنتِ امْنَحيني قَتيلاً
فَأعْطيكِ عامًا مِنَ الحُزْنِ
دَمْعًا يُساوي قَتيلَيْنِ
حَيْفا مِنَ الشّمْعِ
قُدْسًا مِنَ الحُلوَياتِ لِطفْلِكِ
شَعْبًا مِنَ الخُبْزِ وَالبَيْضِ وَالبُرْتُقالْ
وَأعْطيكِ دِرْعًا مِنَ الخَوْفِ
تَمْشينَ فيهِ
تُحِبّينَ حَتّى عَدُوَّكِ
لا تَكْرَهينَ...
سِوى ذِكرَياتِ الرِّضاعِ
وَعَهْدَ الطفولةَ.
هُنا الحُلْمُ!
هاتي ارْتِدادَكِ
لا تَحْفِلي بِالسّريرِ
وَلا تُؤمِني بالمَنافي
وَيا أيُّها الطيِّباتُ اقْتَرِبْنَ
وَيا أيُّها الطيِّبونَ اسْتَديروا
وَيا أمَّةَ الطيِّبينَ عَوافي!!