الغناء البكاء
غِنائي لِعَيْنَيْكِ يَعْني البُكاءَ
غِنائي لِوَجْهِكِ يَعْني السَّفَرْ
وَجَدْتُكِ في الحُزْنِ، لا تَبْرَحيهِ
فَمِنْهُ المَواعيدُ
مِنْهُ السَّحابُ
وَمِنْهُ المَطَرْ.
وَمِنْهُ التّرابُ الذي صارَ دَمْعًا
بِعَيْني
خَبّأتِ أيْنَ الشّجَرْ!
وَجَدْتُكِ في الحُزْنِ
طالَ اللقاءُ
ثلاثينَ بُعْدًا
ثَلاثينَ سَبْيًا
ثَلاثينَ عارْ
وَجَدْتُكِ بَيْنَ انْصِرافي وَوَجْهي
أمامي انْتِظارٌ
وَخَلْفي انْتِظارْ.
تَعلّقْتُ مِنْ نَظْرَتَيَّ التَفَفْتُ
على غُصْنِ لَوْزٍ كشَعْرِ امْرَأة
مَتى تُطلِقيني أصِرْ مِنْكِ شَيئًا
وَسُبْحانَ وَجْهِكِ
سُبْحانَ صَدْرِكِ
سُبْحانَ حِضْنِكِ ما أدْفَأَهْ!
تَعَلّمْتِني، كَيْفَ دارَ الزّمانُ
فَصِرْتُ أنا النّقشُ، أنتِ الحَجَرْ
وَكنْتُ – كما تَعْلمينَ – المُغنّي
وَكُنْتُ...
وَلكِنْ لِماذا تَظُنّينَ أنّي بَكَيْتُ
قَديمًا، قَديمًا...
فَهَلْ تَسْبِقُ الكلِماتُ الصُّوَرْ؟
إذَنْ فَاسْمَعيني
بُكاءً يُعَرِّشُ فَوْقَ الدُّروبِ
إذا ما تذكّرْتِ صَوْتي، انْهَمَرْ:
أنا الحُبُّ
لَنْ تَفْقِديني وَفيكِ تُرابٌ
وَحَوْلَ أريحا شَجَرْ.