الحدود
وَقَفَ البُكاءُ عَلى القَتيلِ فضَيَّعَتْ
هاتوا البُكاءَ أصوغُ مِنْهُ قَصيدَةً
وَقَفَ القَتيلُ عَلى القَتيلِ يَحُثُّهُ
هاتوا القَتيلَ أصوغُ مِنْهُ قَصيدَةً
يا أنْتَ كَمْ مَوْتًا حَمَلتَ وَكَمْ يَدًا
هذي الجِراحُ، أكُلُّها لَكَ ضُمَّني
الآنَ أكمَلَتِ الحِصارَ مَقابِري
جَسَدُ الحَبيبَةِ في يَدَيَّ أضُمُّهُ
فأنا الحُدودُ مِنَ الشَّمالِ خَنادِقًا
وَأنا مِنَ الشّرْقِ الحُدودُ خَنادِقًا
وَأنا غَدًا فتَوَهَّموا أيّامَكُمْ
خَيْلُ الدُّموعِ الوَقْفَ وَالإقْداما
أمّا القَتيلَ فعَلِّقوهُ وِساما
وَالتلُّ يَبْتَلِعُ الطَريقَ حُطاما
أمّا الطّريقَ فعَلِّقوهُ وِساما
قَتَلَتْكَ، أمْ أتَوَهَّمُ الأوْهاما
جُرْحًا يُبادِلُكَ الدِّماءَ كَلاما
تَمْحو الدُّروبَ وَتأكُلُ الأيّاما
طينًا، وَيَجْذِبُني إلَيْهِ عِظاما
وَمَذابِحًا، وَمَقابِرًا، وَخِياما
وَمَذابِحًا، وَمَقابِرًا، وَخِياما
فَكما رَأيْتُ سَأصْنَعُ الأيّاما