انتظار الجسد
الشِعْرُ هوَ السّكْر، الخمرةُ قبرٌ، وطنٌ، مذبحةٌ، جسدُ امرأةٍ في المخدعِ يتصاعدُ منهُ الشعرُ خَماسينْ.
فلا تبكِ على مُدنٍ طردَتكَ، ابكِ على مدنٍ ضيّعتَ، وأعْلِ قبورَ الكنعانيينَ لتُعرَفَ وتكحّلْ بالزعترِ ينهمرِ الدمعُ وَلا تعشقْ غيرَ فِلسطينَ امرأةً بعدَ اليومْ.
الشِعْرُ هوَ السُكْر، فماذا تنتظرُ الصحراءُ لتُزهرَ فانتظرِ القبلةَ في الصّحوِ فإنْ نادتكَ الزهرةُ بالعطرِ فكلّمْها بالصمتِ وعاندْ منْ حكمتْ بالشّعرِ الأبديِّ عليكْ.
بالسيفِ عذابُكَ، بالجسدِ عذابُكَ، فلينتظرِ الحبُّ حدائقَ عينيْها الكاذبةَ إذا شاءَ وأنتَ امْلأ مِنْ صَحْرائِكَ عينيْكْ.
ماذا تصنعُ بيديكْ!
ماذا تصنعُ شفتاكَ إذا انتظرَ الحُبُّ أمامَ دكاكينِ الشِّعرِ وصارَ كلامًا...
ماذا تصنعُ بيديكْ!.
حرَمَتْكَ القُبلةَ فاحرِمْها الشوقَ، وبينكُما النهرُ فَلا تقطعْهُ. فإنْ نادتكَ بصوتٍ يَغْرَوْرِقُ بالفتنةِ فاخلعْ عنكَ جناحيْكْ.
كاذبةٌ!...
كلّ امرأةٍ تعرفُ عاشقَها باللّمْسِ إذا جاءَ الليلُ فَلا تحفِلُ بالكلماتِ، فحينَ القُبلةِ تتشابهُ كلُّ الأصواتِ ولا يُعْرَفُ بملابِسهِ غيرُ الجُنديِّ الهاربِ منْ ميدانِ الحُبّ.
فإذا جاءَ السُّكرُ فعجِّلْ بالقُبلةِ كيْ تتذوّقَ شِعرَكَ عنْ شفتيْكْ.
لا تلمَسْ وترًا قبلَ مجيءِ الفرحِ، وَلا تنطقْ بالشِّعرِ إذا سبقَتْكَ الكلماتُ إليْهْ، بُكاؤكَ يكفيكَ، الخمرةُ تكفيكَ، امْرأةٌ لا تعرِفُها تكفيكَ فإنْ جاءَ الفرَحُ فعجّلْ بالشعرِ لأنَّ الموتَ يَعُدُّ الفرحَ عليكْ.