الخمرة قبر
أعْلِ قبورَ الكنعانيينَ ازرعْ زنبقةً عندَ القبرِ بلونِ عينيكَ وايّاكَ وأسماءَ الناسِ فانَّ الحجرَ يعيشُ طويلاً، يكفي الميّتَ قبرٌ واحدْ.
كان طويلَ القامةِ عسليَّ العينينِ وكنعانيّاً، يشهدُ هذا القبرُ: اذا انكسرَ الضوءُ مشى الشاهدُ نحوَ الغربِ، لكلٍّ كعبتُه منذُ اليومِ فلا تلْوِ – لِتسْلَمْ – أعناقَ الموتى. لا تلْوِ – لتسلمَ أعناقُ الموتى فلِكلٍّ كعبتُهُ منذُ اليومْ. كانَ وسيمًا كالشاطئِ، شهمًا كالموجَةِ، حيفاويًا كالكرملِ، فخمًا كنشيدِ الأنشادْ:
(صالحتُكِ بالموتِ، أنا الشامةُ منْ يحرمُني خدَّكِ بعدَ اليومْ.
يا عالمةً بالسِّرِّ نَبَتُّ على بابِك كالعُشبِ فشاهدَني غدْرُ مُحبّيكْ.
خادعتُ الحرّاسَ، حمَلتكِ في خارطةِ الحُلمِ وطفتُ بكِ الأرضْ.
أتيتُ بكِ الشامَ فضيَّعْتكِ في الشامْ.
يا عالمةً بالسِّرِّ تعجّلتُ العودةَ، جاوزتُ العشقَ فصِرْتُكِ، أعطيتُ جناحيَّ الماشينَ إلى الألمِ وَصالحتكِ بالموتِ أنا الشامة...
منْ يحرمُني خدَّكِ بعدَ اليومْ!)