أبي
أيّها الشّيْخُ المَعقودُ كالرّايَةِ عَلى صارِيَةِ الوَهْمْ
لا تُسْرِعْ في المَوْتِ
وَلا تُبْطِئْ في الاِنْتِظارْ
كِلا الضِّفّتَيْنِ بِطولٍ واحِدْ
وَهذا النّهْرُ لا يُقطَعُ بِالعَرْضْ.
فَتَعالَ لِنُنْصِتَ سَويَّةً
إلى تلكَ الضَّجّةِ الصّغيرَةِ
التي يُسمّونَها الزّمَنْ.
إنّها شَيْءٌ لا عَلاقَةَ لَهُ البَتّةَ
بِما سَوْفَ يَجْري خارِجَ حُدودِ السَّمْعْ.
اُنْصُتْ!
هَلْ سَمِعْتَ صَوْتَ تَحَطُّمِ القَدَحْ!
تَنْبُتُ الأحْداثُ كَالعُشْبِ،
يَنْعَقِدُ الظّلُّ،
تَتناوَلُ السّلاحِفُ الفولاذيّةُ
وَجْبَتَها الخامِسَةَ
في مُسْتَنقَعٍ مُكتَظٍّ بِصِغارِ السّمَكْ،
يَشُبُّ حَريقٌ في "مانْهاتِنْ"،
وَفي اللّوْحَةِ يَكتَمِلُ الزّمَنْ
فَلماذا لا يَكونُ اللهُ مَوْجودًا!
أيُّها الشيْخُ المَعْقودُ كالرّايَةِ عَلى صارِيَةِ الوَهْمْ
أسْمِعْني ابْتِهالَكْ
إنَّ اللهَ مَوْجودٌ رُغْمَ كُلِّ شَيءْ
وَكلُّ ما في الأمْرِ
أنّهُ قالَ أوَّلَ كلمَة
وَحَطّمَ أوّلَ كأسْ
وَلَمْ يَكُنْ هُناكَ أحَدٌ لِيَسْمَعْ.