إلى روح *والدي
* وهو الشيخ المناضل ياسين البكري، إمام المسجد الأقصى المبارك، رحمه الله.
أَبَتَـاهُ مَـا الـدُّنْيَـا بِـدَارِ إِقَامَـةٍ
نَأْتِي وَنَمْضِي عَابِـرِيْنَ سَبِيْـلا
وَلَـعَلَّ تَعْـزِيَتِي بِفَقْـدِكَ كَـوْنـُهَا
عَبَثَاً، وَكَوْنُكَ فِي الجنانِ نَزِيْـلا
غَرَسُوْكَ فِي طُهْرِ التُّرَابِ فَأَيْنَعَـتْ
بِالدَّمْـعِ أَحْزَانِي وَكُـنَّ ذُبُـوْلا
لَكِنَّنِـي أَخْشَـى إِذَا أَظْهَـرْتُـهَـا
أُبْـكِي حَبِيْبَاً، أَوْ أَسُـرُّ عَـذُوْلا
أَنَّـى يُشِيْـعُ القَبْـرُ حَـوْلَكَ ظُلْمَةً
وَلَقَدْ أَنَـرْتَ مِنِ التُّـقَى قِنْدِيْـلا
وَزَهِدْتَ فِي الدُّنْيَا فَعِشْـتَ مُكَرَّمَـاً
وَطَمِعْتَ في الأُخْرَى فَمِتَّ جَلِيْلا
طَيْرَاً عَلَى الأَقْصَى تَـرُوحُ وَتَغْتَدِي
تَـرْوِي الحَدِيْـثَ وَتَقْرَؤُ التَّنْزِيْلا
مَرِضَتْ جَوَانِحُكَ الزوائلُ وَانْضَوَى
جَسَدٌ تَهَـلْهَلَ عِلَّـةً وَنُـحُـوْلا
لَـكِـنَّ رُوْحَـكَ لازَمَـتْ عَلْيَاءَها
غَـرَّاءَ تَسْخَـرُ بِالسّقَـامِ بَتُوْلا
الصَّبْـرُ فِـي أَيـّوبَ صَبْـرُ نُبُوَّةٍ
وَصَبَرْتَ أَنْتَ وَمَا بُعِثْتَ رَسُوْلا
وَلَقَدْ ظَنَنْتُ المَـوْتَ قَبْـلَكَ رَاحَـةً
فَوَجَدْتُـهُ أَقْسَى الخُطُوبِ نُزُوْلا
وَالحُزْنُ أَعْمَقُ مَا يَكُوْنُ إِذَا سَـرَى
فَأَثَـارَ فِي نَفْسِ الحَزِيْنِ ذُهُوْلا
وَإِذَا تَزَاحَمَتِ الهُمُـومُ عَلَى امْرِئٍ
أَضْحَى العَظِيْمُ بِنَاظِرِيْهِ ضَئِيْلا
نيسان 1973