رسالة إلى أم القدس
المَواعيدُ جِيادْ.
سَوْفَ آتيكَ إلى المنفى قَصيدَة
أيّها الرّكْضُ الذي لا يَنتَهي
بَيْنَ حَيْفا وَالمَنافي، كَيْفَ أنْتْ؟
في المَنافي
تُصْبِحُ الأرْضُ بِحَجْمِ القَلبِ، ضَعْ
يَدَكَ اليُمْنى على حَيْفا وَدَعْنا نَتصالَحْ.
حِينَما مَرَّ أخيرًا
قالَ لي:
"زَمَنُ المَنفى عَقيمْ
في غِيابِ الأمِّ يَبْقى الطفْلُ طفْلاً"
هَلْ كَبُرْتْ؟
أنا لمْ أكْبُرْ وَلكنّي هُزِمْتْ
قَتلوا صَوْتي لأنّي أتألّمْ
دونَ تأشيرَةِ حِزْبْ
فتَجرّعْتُ طريقي
وَتسَلّلتُ إلى نَوْمي فَنِمْتْ.
رَفضوا حُزْني مِنْ حَيْثُ ابْتَدا
وَرَفضْتُ الحُزْنَ مِنْ حَيْثُ انْتَهَيْتْ
لعْنَةُ المَوْجِ عَليْهِمْ، أشتَهي
نِصْفَ أنْثى!
أمْ سَأبْكي نِصْفَ مَيْت!
ذلِكَ العَدّاءُ وَالشعْلةُ مِنْ بَيْتٍ لِبَيْتْ
بِسِياطِ الحُبِّ يُجْلَدْ
ماتَ، لمْ أبْكِ
وَماتوا فَبَكيْتْ.
كُلُّ عُصْفورٍ حَقيقَة
غَيْرَ أنَّ النِّسْرَ حَتّى
وَهوَ في البَيْضَةِ أكبَرْ
وَهوَ في بَيْروتَ أكبَرْ
وَهوَ في التابوتِ أكبَرْ
هَلْ أتَيْتْ؟