إليها في زمن القحط
يا فتاتي
ترفض الأيام
إلاَّ أن يضيع العمر هدْرا
نكره السحر
ولكنْ كلُّ شيءٍ صار مجنوناً
ومقلوباً.. وسحرا
يا فتاتي
ما الذي يجعل المحراب بابا
يقهر الناسك -فيه- الله قهرا
ما الذي
يجعل الحب نفاقا
ما الذي يغرس دوماً في ثرى الاخلاص غدرا
ما الذي يحرق في البستان وردا
كلُّ شيء وادع ما بين جنبيه
يناغي البلبل المع شاق زهرا
ما الذي
يجعل التاريخ يبكي
ثم يطوي صفحة الأمجاد
لا يكتب سطرا
ما الذي
يجعل العيش كؤوساً
يشرب المقهور منها
ويكون الحزن خمرا
ما الذي يطفئ في النجم بريقاً
كان يسري في عيون الليل
أنواراً وعطرا
ما الذي يجعل من كريم النفس
عبداً
لحقير من لئام الناس
يحكم القصر وينسى
إن للحكام قبرا
ما الذي
يجعل القدس على
هذه الأرض سراباً
والبلاد الفاقدات الروح نهرا
ما الذي يجعل ظلماً جبهة الطفل
رغيفاً
كان أحرى
أن يكون الوجه بدرا
يا فتاتي
يوشك الشاعر حيناً
أن يصوغ الكون شعرا
يوشك الشاعر أن يعزف الأحلام
حتى ترقص الأحلام
في عينيه سكرى
ثم يمسك
ليس كلُّ الناس تدرك
أن للشاعر عذرا
يا فتاتي
أتمنى لو وضعت العالم
المشحون بالعدوان
في كفيك ياقوتاً ودرَّا
إنما
سنة الصبح
فلا يولد
حتى تحبل الشمس
قبيل الصبح.. فجرا
يا فتاتي
كفكفي الدمع
وكوني ثورة
وأذكري
انه لا يقطف الآمال
إلاَّ من يطيق اليوم صبرا
فوز البكري