رباعيات الغياب
لا مفرَّ من البَنَفسَجِ
راحلونَ إلى الأبدْ.
هذا المساءُ ملاءَةٌ
لسريرِ عاشِقَةٍ تنام لوحدِها
ما كُلُّ اُمسيَةٍ جوادٌ
بعدَ هذا اليوم يصهَلُ في الحنينِ
ولا بلدْ.
يا حُلمُ
أنتَ العاشِقُ المعشوقُ
قُم لنَراكَ ثانيةً
على الغُصنِ الوَحيدِ
أمامَ نافذةِ الغريبِ على المساءْ
هذا الرمادُ يَفِّحُ كالأفعى على كُلِّ النوافِذِ
هاتِ أشباحَ الرُ عاةِ لكي نُوَدِّعَهُمْ
وأشباحَ السُفوحِ
وهاتِ سَيِّدَةَ النساءْ .
تبدو الحِكايَةُ عندَ آخِرها نٌعاسْ .
هل يترُكُ الراوي القتيلَ على الدماءِ
بدون مرثِيَةٍ
كانّا لَم نَكُن وَطَناً
عَلى الدُنيا وناسْ !!
من كل ناحيةٍ أتََوْا
شيباً وشبّاناً وأطفالاَ
ومَنْياً للحُروبِ القادمه
ولكُلِّ ناحيةٍ مَضَوْا
شيباً وشبّاناً وأطفالاَ
ومَنْياً للنُزوحِ
على ملاءات السرير الناعمة.
لا شيءَ أجمَلُ منكِ
وَيلُ العاشقينَ من الغيابْ
إنَّ الذين عََرَفتِهمْ
ماتوا على خَشَبِ المنافي
لم يَعُد حتى التُرابُ
إلى التُرابْ .
هذا الصَباحُ الخَوفُ
يَنهَضُ حَولَ خصرِكِ كالجدارْ
وحمامةٌ بيضاءُ
تَنعَفُ من جناحَيها التَحيَّةَ
للجُنودِ الطيِّبينَ وللحصارْ
ما عادَ يجمَعُ بينَنا إلا الظَلامُ
ولا يُفَرِّقُ بينَنا إلا النَهارْ.