صلاة بالعربية
يا سَيّدُ تَمّتْ كَلماتُكَ، عِدَّ خِرافَكَ وَانظرْ نحوَ الأفُقِ، تقطَّعَ في أجنحةِ الطيرِ الأفُقُ، لِماذا أُقْتَلْ!
يا سيّدُ لَمْ أشتُمْ قَيْدًا في السّرِّ وَلمْ أكفرْ بالرّقِّ ولمْ أرفعْ عينًا فوقَ حِزامِكَ فلماذا أُقْتَلْ!
أعْددتُ لنعليْكَ جَبيني قَبلَ مَجيئِكَ وَتهيّأتُ لسَوطِكَ كعروسٍ تنتظرُ الدُّخْلَةَ، وحَفظتُ الألمَ ليرْضى غَضبُكَ عنّي، فلماذا أُقْتَلْ!
أعطيْتكَ شهَواتي لتجوعَ على جَسدي وَغسلتُ بِذُلّي قدَميْكَ مِنَ التجْوالِ وَوجْهَكَ مِنْ حِقْدِ الغرَباءْ.
أعليْتُ اسْمَكَ بالصّرخةِ في كلِّ بَراري الأرْضِ وفي مُدُنِ الناسِ، وَمِنْ بَينِ الحُفَرِ صَرختُ بِمَلءِ الجَسَدِ: لقدْ عادْ!
فَلماذا أُقْتَلْ!
أخفَيْتُكَ في العَلنِ، حَفظتُكَ في السّرِّ وَفي المِرْآةِ، حَمَلتكَ في الأرْحامِ وَفي الأسْماءِ، وَسيّجْتُ قُبورَ أحِبّائِكَ بالصّلواتِ، لماذا أُقْتَلْ!
هَلْ خُنتُكَ في الغَيْبةِ فسجدْتُ لغيْرِ إلهِكَ، هَلْ جدّفتُ على أمٍّ وَلدَتني أوْ أرْضٍ حَملتني!
هَلْ عاتبْتُ الألمَ أوِ الجُرْحَ!
هَلْ أنكرْتُ، غَضبتُ، رَفضتُ، عَشقتُ، ظننتُ بأنَّ ضَميرَ العبْدِ يكونُ لهُ، نازَعْتُكَ في السّرِّ ضَميرًا لا أمْلكهُ...
هَلْ قاوَمْتُ خضوعي!
يتلبّدُ حتى الرّملُ إذا داسَتهُ الأقدامُ ووحْلُ جَبيني لَمْ يتلبّدْ.
طوفانُ عَبيدٍ في جَسدي، أتراكَمُ كالطّمْيِ على الشطآنِ وأحْواضِ الأنْهُرِ، أمْتدُّ مِنَ البحْرِ إلى البحْرِ أزَيّنُ مَلكوتَكَ بخضوعي، أتملقُ مَجْدَكَ بالكثرَةِ وبُكاءِ الأطفالْ.
كبَغِيٍّ في الليلِ أداهِمُ شَهَواتِكَ، أتبَتّلُ، أتحدّى لذّاتِكَ بالشبُهاتِ فأزْأرُ كالأسَدِ على قدمَيْكَ وأنْتفِشُ على ضَرَباتِكَ كالطاووسْ.
غِبْتَ فمَلّكتُ عَبيدَ الأرْضِ، شَرَيْتُ السادَةَ بالمالِ لأحْتفظَ بذُلّي عِندَ مَجيئِكْ. ألبَسْتُ نساءً أرديَةَ الطغيانِ، وأحْضرْتُ لهنَّ الأسْماءَ مِنَ الأضْرِحةِ وإلياذاتِ الصّحراءِ فصِرْنَ ذُكورًا يتغوّطنَ الحيْضَ، وَحينَ أتَيْتَ تَغوّطنَ الأسْماءَ وعُدْنَ كما كُنّ.
فلماذا أُقتلْ؟