عزف منفرد على شرفة مهجورة
مَتى كانَ هذا الصَّباحُ جَميلاً، وَكُنْتُ أَنا سَيِّدًا لِلرُّعاةِ الَّذينَ يَمُدُّونَ قُطْعانَهُمْ في الحِكايَةِ نَحْوَ العَشاءِ الأَخيرِ،
وَمِنْ أَيْنَ جاءَ الرُّعاةُ الَّذينَ يَعُدُّونَ أَغْنامَهُمْ كَالنُّقودِ وَلا يُحْسِنونَ الصَّلاةَ لِرَبِّ المَراعي!
مَتى كانَ هذا الصَّباحُ فِناءً لِمَلْحَمَةِ الصَّوْتِ وَاللَّوْنِ،
نايًا عَلى كُلِّ شَيْءٍ يُرَقِّصُ فيهِ أَيائِلَهُ القُرْمُزِيُّ،
وَشالاً مِنَ الهَمْسِ حَطَّتْ عَلَيْهِ الفَراشاتُ
سِرْبًا مِنَ الأُقْحُوانِ يُلاحِقُ نَرْجِسَةً في مِياهِ الغَديرِ،
وَهذا زَمانُ الغِوايَةِ!
يا فَرَسَ الانْحِدارِ الجَميلَةِ هَيّا إلى الانْسيِابِ البَعيدِ عَلى سُنْدُسِ الوَقْتِ بَيْنَ المَزاوِلِ،
مِزْوَلَةُ الماءِ لا تَسْتَريحُ،
سَنَتْرُكُ أَسْماءَنا قُرْبَها ثُمَّ نَمْضي إلى وَرْدَةٍ في الغِيابِ،
هُنا تَرَكَ العاشِقانِ عِناقًا يُرَدِّدُهُ العُشْبُ،
أَلْقى غَريبٌ بِبَيْتٍ مِنَ الطِّينِ عَنْ كاهِلَيْهِ،
وَبَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ.
هَلْ قالَ شَيْئًا سِوَى ما تَقولُ البُيوتُ الَّتي الْتَهَمَ العُشْبُ أَبْوابَها
وَالرُْعاةُ الَّذينَ يَسوقونَ قُطْعانَهُمْ في الغَمامِ،
وَعاشِقَةٌ فَقَدَتْ حَيْضَها في الطَّريقِ إلى لَيْلَةِ العُرْسِ،
لَوْ أَسْلَمَتْ وَجْهَها لِلْفِراقِ استْرَحْتُ مِنَ الشِّعْرِ
لكِنَّها أَسْلَمَتْ وَجْهَها لِلنُّذورِ الَّتي عَلَّقَتْها عَلى سِتْرَةِ اللّهِ عامًا فَعامًا،
وَأَسْلَمْتُ أَمْري إلَيْها كَما تُسْلَمُ الرُّوحُ
أَوْ تُسْلِمُ الشَّمْسُ طَلْعَتَها لاقْتِحامِ الغَمامِ،
وَأَسْأَلُ مِنْ شُرْفَةِ الارْتِيابِ:
مَتى كانَ هذا الصَّباحُ جَميلاً
وَكُنْتُ أَنا سَيِّدًا لِلرُّعاةِ الَّذينَ يَمُدُّونَ قُطْعانَهُمْ في الحِكايَةِ نَحْوَ العَشاءِ الأَخيرِ
وَمِنْ أَيْنَ جاءَ الرُّعاةُ الَّذينَ يَعُدُّونَ أَغْنامَهُمْ كَالنُّقودِ وَلا يُحْسِنونَ الصَّلاةَ لِرَبِّ المَراعي!
تَغَيَّرْتِ حَتّى ارْتِدادِ الحِكايَةِ عَمّا رَوَى الماءُ لِلْماءِ وَالعُشْبُ لِلْعُشْبِ،
لا القادِمونَ اسْتَطاعوا القُدومَ إلَيْكِ وَلا النّازِحونَ النُّزوحَ
فَهَلْ ظَلَّ مِمّا يُريدُ العِناقُ سِوى صَبْوَةِ السّاعِدَيْنِ عَلى جَسَدٍ لِلسَّرابِ
فَكَيْفَ سَيَسْتَعْذِبُ العاشِقُ الوَصْلَ عِنْدَ اللِّقاءِ،
تَسَلَّلَ مِنْكِ مَذاقُ القُرى وَهيَ تَخْلَعُ لِلصُّبْحِ أَبْوابَها
وَصَهيلُ النِّساءِ يُنادينَ مِنْ رَدْهَةِ العُرْسِ أَطْفالَهُنَّ الكُسالَى،
تُرى حَضَروا بَعْدَ أَنْ أَكَلَ الذِّئْبُ جَدّاتِهِمْ وَاسْتَدارَتْ إلى حُزْنِها غابَةُ السِّنْدِيانِ الَّتي لَمْ تَزُرْها الحِكاياتُ خَمْسينَ عامًا.
لِمَنْ يا تُرَى يَرْفَعونَ نَشيدَ الصَّباحِ وَلَيْسَ لَهُمْ وَطَنٌ سابِقٌ غَيْرُ آبائِهِمْ
بَعْدَ أَنْ وُلِدوا في قِطارِ الحِكايَةِ وَهُوَ يُؤَلِّفُ أُغْنِيَةً لِلْبَعيدِ
وَيَسْتَلُّ مِنْ مُدُنِ الأَمْسِ أَشْباحَها كَيْ يُحِلَّ السَّلامُ عَلى الأَرْضِ
إنْ مَسَّهُمْ هاجِسٌ مِنْ أَقاصي الحِكايَةِ قالوا:
لِكُلِّ بِلادٍ غَريبٌ وَلَيْسَ لِكُلِّ غَريبٍ بِلادٌ،
سَنَرْحَلُ عَنْ وَقْتِها غُرْبَةً غُرْبَةً،
نُعَلِّقُ أَسْماءَنا خُلْسَةً في نَواحي الكَلامِ لِنَدْخُلَ عَفْوًا إلى مَخْدَعِ الخُبْزِ،
دَعونا مِنَ امْرَأَةٍ تَقْطُنُ الشّائِعاتِ وَشَيْخٍ يُعاقِرُ زَيْتونَةً نَظَراتِ الوَداعِ
سَيَمْضي أَخيرًا إلى أُمِّهِ حامِلاً سَلَّةَ الذِّكْرَياتِ،
دَعونا نُؤَلِّفُ أُسْطورَةً غَيْرَ تِلْكَ الَّتي غادَرَتْها التَّعاويذُ بَعْدَ انْفِضاضِ القَبائِلِ عَنْ نَفْسِها كَالدُّخانِ،
وَعَوْدَةِ حَيْفا إلى غُرْفَةٍ في أَريحا.
سَنُغْلِقُ بابَ الحِكايَةِ دُونَ الرُّواةِ القُدامَى!
أَلَمْ يَسْأَموا العَزْفَ بَعْدُ عَلى وَتَرٍ واحِدٍ وَالبُكاءَ عَلى مَيِّتٍ لا يَموتُ؟!
دَعيهِمْ!
مَتى كانَ هذا الصَّباحُ جَميلاً وَكُنْتُ أَنا سَيِّدًا لِلرُّعاةِ الَّذينَ يَمُدُّونَ قُطْعانَهُمْ في الحِكايَةِ نَحْوَ العَشاءِ الأَخيرِ
وَمِنْ أَيْنَ جاءَ الرُّعاةُ الَّذينَ يَعُدُّونَ أَغْنامَهُمْ كَالنُّقودِ وَلا يُحْسِنونَ الصَّلاةَ لِرَبِّ المَراعي!
يُكَلِّمُني صَوْتُها في اللَّيالي الَّتي مَزَّقَتْها النَّوافِذُ
ما انْسَلَّ مِنِّي الحَنينُ إلى مَوْضِعٍ وَرِثَتْهُ الطُّيورُ مِنَ البَحْرِ إلاّ وَصادَفْتُ وَجْهًا مِنَ الصُّلْبِ يَبْحَثُ عَنْ نَفْسِهِ في مَرايا الغَديرِ
وَيَسْأَلُ زَيْتونَةً عَنْ أَبيهِ الَّذي بَصَقَتْهُ الأَساطيرُ في مِعْطَفِ الرِّيحِ، أَوْ قَرْيَةٍ أَسْقَطَتْها على السَّفْحِ طائِرَةٌ أَرْسَلَتْها المَقاديرُ
(إنَّ المَقاديرَ أَدْرى بِكَنْعانَ مِنْ أَهْلِها وَلَها حِكْمَةُ الماءِ وَالنّارِ،
جاءَتْ إلى مَوْعِدٍ ضَرَبَتْهُ القُلوعُ مَعَ البَحْرِ وَاسْتَقَدَمَتْهُ الشَّواطِئُ مِنْ ذاتِها).
نَحْنُ قَبْلَ مَجيءِ المَقاديرِ كُنّا نُحِبُّ العَواصِفَ كَيْ نَجِدَ الوَقْتَ لِلاخْتِباءِ اللَّذيذِ،
نُواعِدُ زَوْجاتِنا دُونَ خَوْفٍ مِنَ البابِ قُرْبَ اشْتِعالِ المَواقِدِ أَوْ تَحْتَ رائِحَةِ الطَّهْيِ وَهِيَ تُحَلِّقُ كَالارْتِيابِ عَلى جَسَدَيْنِ مِنَ القَمْحِ:
هَلْ يَتْرُكُ الصَّيْفُ مائِدَةً لِلطُّيورِ الَّتي لا تُهاجِرُ
يَفْتَحُ نافِذَةً لِلْحُقولِ الَّتي نَرْتَديها لِيَعْبُرَ مِنْها الحَصادُ إلى وَقْتِهِ في النِّساءِ!
فَأَيْنَ سَنَخْتَبِئُ اليَوْمَ؟
أَعْرى مِنَ الماءِ نَحْنُ، وَكانَ لَنا ذاتُ يَوْمٍ نَسِيناهُ حَتّى يَكونَ لَنا ذاتُ يَوْمٍ لِنَنْسى،
فَمَنْ يَذْكُرُ القَمْحَ ثانِيَةً يَخْتَفي في الحُقولِ، وَسَلْمى لَها رَصَدٌ مَنْ رَآهُ
اخْتَفى في الفِراقِ،
وَلكِنَّني رَصَدٌ أَحْمَقٌ لِلْحَنينِ
سَأَذْكُرُها عَبْرَ شارِعِ خَوْفي، وَأَهْمِسُ لِلْمَشْيِ أَخْبارَنا خُطْوَةً خُطْوَةً،
أُمَزِّقُ عَنْ صَدْرِها الوَقْتَ حَتّى أَرى وَثْبَةَ الثَّوْبِ وَهوَ يُدافِعُ عَنْ نَهْدِها مِنْ يَدَيَّ،
وَأَبْكي عَلى كُلِّ شَيْءٍ لَنا غادَرَتْهُ الرِّوايَةُ مِنْ حَبَّةِ القَمْحِ حَتّى الغُيومِ الَّتي أَمْطَرَتْ في مَكانٍ بَعيدٍ،
أَنا رَصَدٌ أَحْمَقٌ فَاتْرُكوني وَحيدًا عَلى كَلِماتِ الوَداعِ:
مَتى كانَ هذا الصَّباحُ جَميلاً وَكُنْتُ أَنا سَيِّدًا لِلرُّعاةِ الَّذينَ يَسُوقونَ قُطْعانَهُمْ في الحِكايَةِ نَحْوَ العَشاءِ الأَخيرِ
وَمِنْ أَيْنَ جاءَ الرُّعاةُ الَّذينَ يَعُدُّونَ أَغْنامَهُمْ كَالنُّقودِ وَلا يُحْسِنونَ الصَّلاةَ لِرَبِّ المَراعي؟
كُلَّما انْسَلَّ مِنّي الحَنينُ إلَيْها وَصَلْتُ إلى مَأْتَمٍ
أَيُّ نافِذَةٍ لَمْ تُشَيِّعْ مَداها إلى حَتْفِهِ
أَيُّ عُصْفورَةٍ لَيْسَ في صَوْتِها طَلْقَةٌ
أَيُّ رابِيَةٍ لَيْسَ في سَفْحِها شَجَرٌ قادِمٌ.
كُلَّما انْسَلّ مِنِّي الحَنينُ إلَيْها وَصَلْتُ إلى أَثَرٍ لِلْغُرابِ عَلى قَرْيَةٍ بَعْثَرَتْها الرِّياحُ،
هُنا مَوْعِدٌ لِلْجَنى لا يَجيءُ إلى شَجَرٍ تَتَكَدَّسُ فيهِ الشُّهورُ الَّتي خَلَعَتْ زِيَّها في الخَرابِ وَأَسْماءَها في السُّكونِ،
حَمامٌ يَطيرُ عَلى ظِلِّهِ وَيُبَعْثِرُ أَعْشاشَهُ في الْتِباسِ المَكانِ
وَحينَ تَعَقَّبَهُ الارْتِدادُ إلى فَجْوَةِ الذِّكْرَياتِ اسْتَدارَ يُتابِعُ رِحْلَتَهُ في اليَمامِ،
هُنا لَمْ تَكُنْ وَقْفَةٌ لِلْوَداعِ وَلا ساعَةٌ لِلرَّحيلِ وَلَمْ يَدْفِنوا جُثَّةَ الانْتِظارِ الَّتي مَزَّقَتْها الحَشائِشُ،
هذا الشُّحوبُ التُّرابِيُّ مَنْزِلَةٌ لانْفِضاضِ المَكانِ وَمَنْزِلَةٌ لارْتِدادِ العَراءِ،
يُعِدُّونَ أَحْجارَنا لِلْمَتاحِفِ، أَيّامَنا لِلْبَداءَةِ أَسْماءَنا للأَساطيرِ،
لا بُدَّ مِنْ سَبَبٍ لِلْمَذابِحِ غَيْرُ الدِّماءِ الجَميلَةِ وَهيَ تُبَعْثِرُ أَلْوانَها في ابْتِهاجِ المَشاعِرِ،
لا بُدَّ مِنْ سَبَبٍ لاحْتِكامِ الشُّعوبِ إلى كُتُبِ السِّحْرِ في حَجَرٍ كانَ لي مُنْذُ كانَ،
وَوَجْهٍ يُناوِلُهُ الماءُ لِلْماءِ قَبْلَ ابْتِداءِ المَرايا الَّتي خَبَّأَتْها الدَّسائِسُ في الأُمَّهاتِ
وَقَبْلَ احْتِدامِ التَّراتيلِ في أُغْنِياتِ السُّكارَى.
وَلا بُدَّ مِنْ سَبَبٍ لاخْتِلاسِ شَعائِرِنا مِنْ كِتابِ الصَّّدى وَالرَّحيلِ بِأَيّامِنا نَحْوَ نَجْدٍ إلى فَجْوَةٍ في الرِّمالِ كَأَنّا وُلِدْنا هُناكَ وَمُتْنا هُناكَ،
وَهذي القُرودُ الَّتي تَرْتَدي نَفْسَها كَالثِّيابِ، تَجوبُ الحَماقاتِ كَالنَّحْلِ
تَبْحَثُ عَنْ عالَمٍ غَيْرِ هذا وَتَنْصُبُ لِلْعِلْمِ فَخّاً مِنَ الجامِعاتِ الَّتي تَحْرُسُ اللّهَ مِنْ جَدْوَلِ الضَّرْبِ...
هَلْ هِيَ نَحْنُ؟ كَما يَدَّعي كاهِنُ الانْدِثارِ السَّريعِ، لِكَيْ يَجِدَ اللّهُ بَرِّيَّةً لِلزَّنابِقِ يُنْشِئُ أَرْضًا لـ«ريتا» عَلى أَرْضِها،
وَصَباحًا أَرَقَّ مِنَ الشَّمْعِ في لَيْلَةِ العُرْسِ يَجْتازُهُ فارِسٌ أَزْرَقُ الرُّوحِ
مِنْ طُولِ ما عَشِقَتْهُ السَّماءُ،
لَهُ بَسْمَةٌ كَامْتِدادِ الحَريقِ عَلى حافَةِ الأُفُقِ، يَسْتَجْوِبُ العُشْبَ عَمّا مَضى
فَتَقولُ الزَّنابِقُ:
كانوا هُنا مَوْعِدًا لِلْمَكانِ الجَديدِ، قَرابينَ لِلنَّهْرِ، أَزْمِنَةً لِلتِّلاوَةِ في رَدْهَةِ الاحْتِضارِ السَّعيدِ، وَلَمْ يَرْحَلوا عَنْ مُكوثِ البُيوتِ كَما يَفْعَلِ الآخَرونَ، وَلكِنَّهُمْ غادَروا في ابْتِعادِ المَكانِ القَديمِ
وَعادَتْ فِلِسْطينُ بِكْرًا كَما وَلَدَتْها البَراكينُ في مَطْلَعِ الكَوْنِ لِيَفْتَضَّها
الفارِسُ القُرْمُزِيُّ عَلى دَهْشَةِ العُشْبِ مِنْ أَيِّمٍ لا تَئِيمُ.
مَتى كانَ هذا الصَّباحُ جَميلاً، وَكُنْتُ أَنا سَيِّدًا لِلرُّعاةِ الَّذينَ يَسوقونَ قُطْعانَهُمْ في الحِكايَةِ نَحْوَ العَشاءِ الأَخيرِ،
وَمِنْ أَيْنَ جاءَ الرُّعاةُ الَّذينَ يَعُدُّونَ أَغْنامَهُمْ كَالنُّقودِ وَلا يُحْسِنونَ الصَّلاةَ لِرَبِّ المَراعي!
يُكَلِّمُني صَمْتُها.
كُلَّما انْسَلَّ مِنِّي الحَنينُ وَصَلْتُ إلى مَأْتَمٍ،
هَلْ يَظَلُّ البُكاءُ وَحيدًا إذا مُتُّ أَمْ أَنَّ أُمّاً سَتُنْجِبُني في الـمُخَيَّمِ كَيْ
أُكْمِلَ الانْتِحابَ عَلى مَيِّتٍ سَيَموتُ،
سَلامًا
كَأَنِّي هِرَقْلُ عَلى تَلَّةٍ في المَساءِ الأَخيرِ أُوَدِّعُ أَرْمَلَةَ الحَوْرِ:
يا رَبَّةَ الالْتِفاتِ اذْكُرينا غِيابًا لَعَلَّ مَراياكِ ذاكِرَةٌ لِلْبِلادِ الَّتي انْكَسَرَ الأُفُقُ مِنْ حَوْلِها
وَالشُّعوبِ الَّتي قَتَلَتْ نَفْسَها قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ السَّيْفُ مِنْها،
اذْكُرينا كَأَنّا مَرَرْنا هُنا خُلْسَةً في السَّحابِ لِيَعْرِفَ أَعْداؤُنا أَنَّنا قَدْ نَسِينا
تَمامًا كَما يَرْغَبونَ، فَلَمْ نَعْرِفِ القَمْحَ إلاّ كَما يَعْرِفُ السَّفْحُ أَشْجارَهُ
حِينَما أَمْطَرَتْها عَلَيْهِ السَّماءُ،
وَلا مُدُنًا غَيْرَ تِلْكَ الَّتي انْحَسَرَ البَحْرُ عَنْها،
وَتِلْكَ الفُقاعاتُ مِنْ حَجَرٍ عَلَّقَتْها الجِبالُ عَلى صَدْرِها زِينَةً لإلهِ الكُهوفِ،
اذْكُرينا غِيابًا لِيَعْرِفَ أَعْداؤنا أَنَّنا قَدْ نَسِينا سِوَى أَنَّنا صِفَةٌ لِلْفَراغِ الَّذي
وَضَعوهُ عَلى شاطِئِ البَحْرِ ذُخْرًا لأبْنائِهِمْ حِينَما يَسْأَمونَ التَّنَقُّلَ فَوْقَ الفُتوحاتِ مِثْلَ النَّوارِسِ،
أَنّا نَسِينا سِوَى أَنَّ اللّهَ في «أوروسالِمَ» بَيْتًا قَديمًا وَمِئْذَنَةً في الخَليلِ عَلى مَوْتِ سَيِّدَةٍ قَبْرُها عِصْمَةٌ
لا تَجوزُ الصَّلاةُ عَلَيْهِ لِغَيْرِ المَحارِمِ،
فَلْيَأْخُذوهُ!
فَإنَّ الصَّلاةَ عَلى سَيِّدِ المُرْسَلينَ تَجوزُ عَلى أَسْطُحِ الغَيْمِ، وَالأَرْضُ لِلّهِ
يُوَرِّثُها مَنْ يَشاءْ.
مَتى كانَ هذا الصَّباحُ جَميلاً، وَكُنْتُ أَنا سَيِّدًا لِلرُّعاةِ الَّذينَ يَمُدُّونَ قُطْعانَهُمْ في الحِكايَةِ نَحْوَ العَشاءِ الأَخيرِ،
وَمِنْ أَيْنَ جاءَ الرُّعاةُ الَّذينَ يَعُدُّونَ أَغْنامَهُمْ كَالنُّقودِ وَلا يُحْسِنونَ الصَّلاةَ لِرَبِّ المَراعي!
سَماءانِ لِلْكَوْنِ
واحِدَةٌ لِلطُّيورِ، وَأُخْرى لَنا لَيْسَ فيها سِوَى نَجْمَةٍ لا تَغيبُ،
يَمُدُّ الرُّواةُ القُدامى تَباريحَهُمْ في الـمَساءِ وَيَسْتَقْبِلونَ ضُيوفَ الحِكاياتِ
سِرّاً عَلى ثَوْبِها.
خَرْدَلٌ في المَساءِ
يَجُرُّ النَّسيمُ البُكاءَ الجَديدَ عَلى كُلِّ دَرْبٍ رَمَتْهُ قَوافِلُهُمْ لِلْغُزاةِ...
أَلَيْسَ لَكُمْ حَجَرٌ سابِقٌ مِثْلُهُمْ أَوْ جِدارٌ قَديمٌ سِوى مَوْتِكُمْ في العَراءِ،
أَلَيْسَ لأشْباحِكُمْ غَيْرُ هذا الدُّخانِ المُغادِرِ؟
عُودوا بِأَشْباحِكُمْ نَحْوَ أَجْسادِكُمْ وَابْدَأوا حَرْبَكُمْ مِنْ جَديدٍ عَلى ماءِ بَدْرٍ،
عَلى سُفُنٍ أَغْرَقَتْها المَجانيقُ في بَحْرِ إيجَةَ،
عُودوا إلى مُدُنِ الأَمْسِ
قَرْطاجُ أَجْمَلُ في مَوْتِها مِنْ دِمَشْقُ وَطُرْوادَةُ أََشْهى إلى الحُزْنِ مِنْ مُدُنٍ
تَخْتَفي كَالمَضارِبِ،
حَيْفا إلى اللّهِ أَقْرَبُ في كُُفْرِها مِنْ مَقابِرِ عَمْرٍو عَلى شاطِئِ النِّيلِ، حَيْثُ
تَبولُ الخُرافاتُ في الخُبْزِ وَالماءِ وَفي أَوْجُهِ النّاسِ شَمْعًا،
وَهذي البِلادُ مَغاوِرُ لِلْكائِناتِ الَّتي فَقَدَتْ جِنْسَها في افْتِتانِ الشُّعوبِ بِزُوّارِها
وَنُكاحِ الحَضاراتِ حِينَ يَكونُ اغْتِصابًا،
وَمِنْ قُرَشِيٍّ إلى قُرَشِيٍّ قَبائِلُ تَرْجِعُ مِنْ حَيْثُ جاءَتْ وَتُنْجِبُ أَبْناءَها مِنْ غَرامِ القُبورِ بِأَحْجارِها.
مَيِّتونَ وإنْ قَذَفوا مَنْيَهُمْ في النِّساءِ وَأَسْماءَهُمْ في الهَواءِ وَأَصْواتَهُمْ في الحَماقاتِ أوْ تَحْتَها،
مَيِّتونَ وَإنْ شَيَّدوا مُدُنًا لاجْتِياحِ العِدَى وَجُسورًا لِيَمْشوا عَلَيْها إلى دَوَراتِ المِياهِ،
وَهذي البِلادِ هُراءٌ مِنَ الأَرْضِ فيهِ هُراءٌ مِنَ النّاسِ مِنْ فَوْقِها هُوَّةٌ لَيْسَ فيها سِوَى ما يَظُنُّ الهُراءُ،
سَأُوصي القَصيدَةَ ألاّ تَعودَ لِمَقْبَرةٍ غَيْرِ حَيْفا وَأَلاّ تَكونَ رِثاءً لِغَيْرِ التُّرابِ وَغَيْرِ الحَجَرْ
سَأَبْكي لأرْمَلَةِ الحَوْرِ قُرْبَ الغَديرِ وَلاجِئَةٍ زَوَّجَتْ نَفْسَها لِلشَّجَرْ
وَأَهْتِفُ كُلَّ صَباحٍ:
مَتى كانَ هذا الصَّباحُ جَميلاً، وَكُنْتُ أَنا سَيِّدًا لِلرُّعاةِ الَّذينَ يَمُدُّونَ قُطْعانَهُمْ في الحِكايَةِ نَحْوَ العَشاءِ الأَخيرِ،
وَمِنْ أَيْنَ جاءَ الرُّعاةُ الَّذينَ يَعُدُّونَ أَغْنامَهُمْ كَالنُّقودِ وَلا يُحْسِنونَ الصَّلاةَ لِرَبِّ المَراعي!
دَعُوني أُغَنِّي وَحيدًا إلى أَنْ تَعودَ العَصافيرُ مِنْ رِحْلَةٍ لا تَعودُ العَصافيرُ مِنْها.
أَنا رَصَدٌ أَحْمَقٌ لِلْحَنينِ اتْرُكوني وَحيدًا كَأَرْمَلَةِ الحَوْرِ قُرْبَ الغَديرِ
خُذوا مِشْيَتَكُمْ نَحْوَ أَيّامِكُمْ وَاذْهَبوا،
وَخُذوا أُمَّكُمْ مَعَكُمْ وَامْنَحوا نَوْمَها لِلْأَميرِ
لِئَلاّ يَظُنَّ الفَلاشا بِأَنَّ لَكُمْ نَسَبًا ناصِعًا مِثْلَهُمْ أَوْ بِلادًا مُهَيَّأَةً لِلرُّجوعِ،
خُذوا أُمَّكُمْ مَعَكُمْ كَيْ تَمُرُّوا
وَهُزُّوا خَلاعَتَها كَالنَّخيلِ تَساقَطُ مِنْها تَذاكِرُ لِلطّائِراتِ وَأَشْياءُ أُخْرى تُزَيِّنُ أَسْماءَكُمْ بِالرَّنينِ وَأَرْدافَكُمْ بِالجُلوسِ وَأَوْساطَكُمْ بِالنِّساءِ وَأَقْدامَكُمْ بِالمَنابِرِ،
مُرُّوا إلى فَرَحٍ مَيِّتٍ مِثْلَكُمْ، وَاتْرُكوا وَحْشَةَ الدّارِ لي
نِصْفُها لِلْبُكاءِ وَنِصْفٌ لِمَوْتى عَلى رُغْمِهِمْ بَيْنَ أَحْضانِها،
وَحْشَةُ الدّارِ أَجْمَلُ أَمْ وَحْشَةُ الذّاتِ وَهيَ تُحَمْلِقُ في ذُلِّها كَالحِذاءِ؟
اكْتُبوا شِعْرَكُمْ لِلصَّدى وَحْدِهِ
حَلِّقوا تَحْتَ أَقْدامِ هذا العُبورِ لَيَمْضي الفَلاشا عَلى شِعْرِكُمْ نَحْوَ وَقْتِ الجُماعِ،
احْفَظوا حِكْمَةَ الشَّيْخِ ذي الفَلْقَتَيْنِ
نَبِيِّ الضَّفادِعِ في «أوروسالِمَ» يَقْطَعُ مُسْتَنْقَعَ الصَّوْتِ نَحْوَ عِشاءٍ لَذيذٍ
وَضِفْدَعَةٍ وُلِدَتْ بَعْدَ فَرْجِها بِخَمْسينَ عامًا.
يُؤَلِّفُ مِنْ صَوْتِهِ عالَمًا دونَ عِلْمٍ مِنَ النّاسِ يَسْعُلُ فيهِ عَلى ظِلِّهِ الرَّطِبِ
وَيَصْطادُ فيهِ السَّمَكْ.
وَيَمْضي إلى حَتْفِهِ ساقِطًا نَحْوَكُمْ، كُلَّما مَرَّ مِنْ هُوَّةِ صاحَ فيها اتْبَعوني إلى هُوَّةٍ تَحْتَها،
أَيُّها النّاسُ إنَّني نَبِيٌّ،
وَشاهَدْتُ في النَّوْمِ أَنِّي فَقَدْتُ حِماري،
وَحِينَ اسْتَفَقْتُ مِنَ النَّوْمِ أَلْفَيْتُني راكِبًا ضَجَّةً،
وَفَوْقيَ أَرْضٌ وَتَحْتي سَماءٌ
وَصَوْتٌ هُناكَ يَصيحُ انْحَدِرْ كَيْ تَراني!
أَمُدُّ لَكَ الرِّيحَ حَبْلاً إلى حَيْثُ تَلْقَى حِمارَكَ في جَنَّةِ الانْحِدارِ السَّعيدَةِ
يَأْكُلُ عُشْبَ السَّلامِ
وَأَنْتَ تَكونُ رَسولي إلى الواقِفينَ عَلى سَفْحِ حَيْرَتِهِمْ: انْزِلوا!
إنَّ هذي السَّماءَ الَّتي حَوْلَكُمْ بَيْنَ أَرْضَيْنِ
واحِدَةٌ لِلْحَميرِ الَّتي وَصَلَتْ صُدْفَةً جَنَّةَ الانْحِدارِ
وَتِلْكَ الَّتي فَوْقَها نارُ كُلِّ العُصاةِ الَّذينَ يَظُنّونَ أَنَّ التَّصاريفَ رَهْنُ التَّدابيرِ،
وَالنّاسَ تَزْرَعُ أَزْمانَها،
وَالتَّواريخَ مِثْلَ الأَحاديثِ: مَبْنَىً وَمَعْنى،
وَناسًا - كَما يَزْعُمونَ - عَلى وَقْتِهِمْ يَغْرِسونَ الحَوادِثَ في الغَيْبِ لِلْقادِمينَ
كَما يَغْرِسونَ الشَّجَرْ.
أَيُّها النّاسُ!
إنَّني نَبِيٌّ وَلي شاهِدانِ:
أَما قُلْتُ يَوْمًا خُذوا ما يَشاؤونَ مِمّا تَشاؤونَ، وَحَذَّرْتُكُمْ وَطَنًا خائِنًا!
وَهذا الهَواءُ الَّذي أَمْتَطيهِ! فَماذا تَقولونَ بَعْدُ؟
نَقولُ:
سَلامًا عُزَيْرَ الحِمارِ،
لَقَدْ نِمْتَ في حَمْأَةِ الانْحِدارِ إلى مَوْتِكَ «العَلْقَمِيِّ»، وَماتَ حِمارُكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَسْتَفيقَ،
وَهذا الهَواءُ الَّذي تَحْتَ رِدْفَيْكَ لَيْسَ سِوَى بَيْضَةٍ مِنْ هَواءٍ سَتَفْقِسُ عَنْ خُنْفُساءَ
وَتُصْبِحُ أَنْتَ عَدُوَّ الخُزامى.
سَلامٌ عَلَيْكَ تَجوبُ شَوارِعَ «يابوسَ» كَالنَّعْيِ
تَقْفِزُ كَالقِطِّ فَوْقَ سُطوحِ الفَجيعَةِ:
لا تَحْزَنوا!
مَطَرٌ قادِمٌ مِنْ سَمائى سَيَغْسِلُ أَيّامَكُمْ مِنْ دِماءٍ تُؤَرِّقُ أَنْحاءَها،
وَرْدَةٌ لِلشَّهيدِ وَأَرْمَلَةٌ لِلْعَميلِ وَفاكِهَةٌ لِلنُّزوحِ
وَخُبْزٌ يَسيلُ عَلى قَدَمَيْهِ لأفْواهِكُمْ.
وَطَنٌ قادِمٌ مِنْ وَرائي عَلى طَبَقٍ مِنْ سَلامٍ خُذوهُ لِكَيْ تَسْلَموا!
إنَّ هذا الضَّلالَ الَّذي اسْمُهُ وَطَنٌ لَيْسَ إلاّ زَمانًا يُؤَلِّفُ شَيْخوخَةً في المَكانِ
لِطِفْلٍ بِدونِ الرُّجوعِ إلى أُمِّهِ
فَلِماذا يُريدُ العُصاةُ الرُّجوعَ بِأَسْمائِهِمْ نَحْوَ أَسْماءِ آبائِهِمْ مِثْلَ نَهْرٍ يُريدُ
الرُّجوعَ مِنَ البَحْرِ أَوْ صَرْخَةٍ تَنْثَني في انْتِحابِ الصَّدى نَحْوَ مَوْتٍ قَديمِ؟
سَلامٌ عَلَيْكَ نَبِيَّ الدَّهاليزِ وَالطّائِراتِ
لَقَدْ جِئْتَ مِنْ لَيْلَةِ السِّرِّ تَحْمِلُ أُمَّكَ نِصْفَيْنِ
هذا لِهذا
وَذاكَ لِذاكَ
وَعَلَّمْتَ كُلَّ العَصافيرِ في باحَةِ الدّارِ كَيْفَ تَناقَدُ قَمْحَ الخِيانَةِ عَنْ راحَتَيْكَ
وَعَلَّمْتَ أحْلى العَصافيرِ كَيْفَ يُغَنِّي لـِ«ريتا».
لَقَدْ جِئْتَ مِنْ لَيْلَةِ السِّرِّ
لَوْ جِئْتَ مِنْ زَمَنٍ خالِصٍ مِثْلَنا كُنْتَ تَعْرِفُ أَنَّكَ ذاكِرَةٌ لِلتُّرابِ الَّذي كانَ أُمَّكَ،
ذاكِرَةٌ لِلثِّيابِ الَّتي لَبِسَتْها
وَذاكِرَةٌ لِلثِّيابِ الَّتي خَلَعَتْها عَلَيْكَ دِثارًا مِنَ الخَوْفِ وَالبَرْدِ أَيّامَ كانَتْ
يُؤَرْجِحُها القُرْبُ وَالبُعْدُ عِنْدَ سَريرٍ يُؤَلِّفُكَ القُرْبُ وَالبُعْدُ فيهِ،
وَلَوْ جِئْتَ في زَمَنٍ خالِصٍ مِثْلَنا لَعَرَفْتَ بِأَنَّ القَتيلَ يَرى أُمَّهُ لَحْظَةَ السَّيْفِ
لِذلِكَ يَمْضي وَعَيْناهُ مَفْتوحَتانِ،
وَلكِنَّكَ ما كُنْتَ إلاّ رَسولاً مِنَ اللَّيْلِ لِلسّاقِطينَ
زُقاقًا مِنَ الصَّوْتِ تَعْرِضُ فيهِ بَغايا الكَلامِ مَفاتِنَها لِلسُّكارى،
وَمُتَّ وَعَيْناكَ مَضْمومَتانِ عَلى تَوْبَةِ المُقْعَدينَ وَذاكِرَةٍ مِنْ شِواءِ السَّمَكْ.
سَلامٌ عَلَيْكَ نَبِيَّ الدَّعاميصِ تَرْقُصُ حَوْلَكَ وَهِيَ تُخَرْبِشُ في الوَحْلِ تاريخَ شَعْبٍ بِأَذْنابِها!
سَلامٌ عَلى أُمَّةٍ كَالسَّبِيَّةِ تُنْجِبُ أَعْداءَها!
عَلى بَلَدٍ لَيْتَهُ ماتَ قَبْلَكَ مَوْتَ الشَّهيدِ
فَنَحْمِلُ صُورَتَهُ في الوُجوهِ وَنَقْسِمُ أَحْزانَهُ بَيْنَنَا!
لَعَلَّ لَنا مِثْلَهُمْ أَحَدًا في السَّماءِ يُحِبُّ قِتارَ القَرابينِ
يَرْضَى أَخيرًا فَيَجْمَعَنا مِنْ أَقاصي النُّزوحِ حَنينًا عَلى ساحِلِ البَحْرِ
نَبْني مَراكِبَنا مِنْ شَظايا الكَلامِ الَّذي خَلَّفَتْهُ الرُّواةُ القُدامى:
مَتى كانَ هذا الصَّباحُ جَميلاً، وَكُنْتُ أَنا سَيِّدًا لِلرُّعاةِ الَّذينَ يَمُدُّونَ قُطْعانَهُمْ
في الحِكايَةِ نَحْوَ العَشاءِ الأَخيرِ،
وَمِنْ أَيْنَ جاءَ الرُّعاةُ الَّذينَ يَعُدُّونَ أَغْنامَهُمْ كَالنُّقودِ
وَلا يُحْسِنونَ الصَّلاةَ لِرَبِّ المَراعي!
نُشرت في مجلة "كنعان"، تشرين الثاني، 1999
"بالحزن أفرح من جديد"، 2002 الصادر عن دار المشرق العامل في رام الله