حين يرتفع صوت العُهر
رويدك تاجر الشهوات
لا تعتز.. لا تفخر
ولا تغتر بالإقبال
بالأرباح.. بالأرقام.. لا تغتر
فهذا السوق مفتوح
لكل بضاعة متجر
***
أتحسب أيها المغرور
أن العقل لم يزرع ولم يحصد
وأن الروح لم تذهب إلى البيدر
وأن القلب لم يخصب
وان الحب لم يمطر
إذن أخطات يا جاهل
فلا تثريب أن تجهر
بأنك كاسح الأخلاق
وانك سيد البندر
ولا تثريب أن تصغي
لهاتف نفسك الجوفاء
وتصدع بالذي تؤمر
***
تجرَّع من كؤوس الغيد
ما يغري وما يسكر
ولحِّن آهة النشوان
على أوتار خديها
ودغدغ قطعة السكر
***
وقَلِّبْ صفحة البيضاء فالشقراء
فمن في خدها عنبر
فذات الردف.. فالرعناء
ذات الشبشب الأخضر!
وأعلن تحت ركبتها
بأنك عبدها الأصغر
فإنك عند شبشبها
حقير لم يجد أحقر
***
لتقرأ يا عريف الحفلة الحمراء
كتاب الشهوة الأصفر
لتنشر يا عقيم الحس في الأثداء
قلوع الكبت.. ولتبحر
لتشرح يا خطيب الجنس
كيف يضاجع المنبر
فسوف تظل رغم المال والأنصار
ورغم تساقط الأبرار
ورغم تفوق البربر
بعيراً هائجاً أجرب
بعيراً خاوي الأحشاء
حداه الجوع أن يجتر
ويمضغ فلسفات العهر
تعذَّب أيها الأرعن
فماء الخـُلق
إن لم يجر.. لا يأسن
وغصن الخلق
يا منبوذ
لا يذوي ولا يُكسر