أوثان يقبِّلها جميع الأنبياء
جَـلَسُوا على الإرهاب عَرْشَاً زائلاً
ووقفْتَ في قِـمَمِ النِّضالِ الفذِّ.. اجْـلَسْ
وَتَمَـتْـرَسُوا خَـلْـفَ النَّفيسِ مِن السِّلاحِ
وكُـنْتَ بيْنَ أصابعِ الأطْـفَالِ
أغلى مِنْ طفولتِهِم وانْـفَسْ
وإذا استفزَّكَ في الرَّصاصِ شراسةٌ
دوَّيتَ فَوْقَ رؤوسِـهِمْ..
أَعْـتَى وأشْـرَسْ
بُوْرِكْتَ يا وثني العَظيمَ
القاهِرَ القَهَّارْ
بُوْركْتَ
أيُّهَا الحجرُ المُقدَّسْ
* * *
نَعِموا بِوَاثِـرةِ الصُّمودِ
ولمْ تَزَلْ
بالخافِـقَاتِ السُّودِ أَنْـعَمْ
وَتَعَـلَّمُوا فَنَّ الحِصَارِ
ولم يكونوا مِنْكَ بالاعْـصَارِ أعْـلَمْ
دَهمُوكَ بالجوعِ الرَّخيصِ
وقد رَضَعْـتَ مِنَ النِّضالِ
عَزِيْمَةً أَدْهَى وأَدْهَمْ
بُورِكْتَ يا وَطَـنَـاً
تكوَّنَ تحْتَ نارٍ.. بينَ جَـمْـرٍ.. فَوْقَ دَمْ!
بُورِكْتَ يا وطناً يـنِـزُّ.. فَـيُـسْـتَـفَـزُّ
وَيُسـْـتَـذَلُّ.. فَيَسْـتَـعِـزُّ
ويُسْـتَضامُ.. فلا يُضيَّمْ
بوركْتَ يا وطني المُخَيَّمْ
* * *
فوقَ الصَهْوَةِ
ما زال الفارِسُ يَقْـتَحِمُ المِضْمارْ
وَحِـيْداً.. وَحَزِيناً.. وَعَظِـيماً
وَمَلائِـكةُ الرَّفْضِ
تُرَتِّـلُّ تحْتَ جدائِـلِهِ
اصحاحَ الثورةِ
يا هذا الفارسُ
لا تترجَّـلْ
لَكَ أنْتَ الغَدُ
لكَ أنتَ المَجدْ
وعلى الأرضِ الإعصار
ونُجومُ الليلِ على كتفيكَ نياشينْ
والقمرُ الثوريُّ
يُـكَحِّـلُ ليلَ الأحرار
بضوءٍ
يتسرِّبُ مِن عينِ فلسطينْ
يا هذا الفارسُ
إنَّكَ إنْ تترجَّـلْ
أبقيْتَ مَجَرَّاتِ الأملِ بدون مَدارْ
وقَـفَ العالمُ مَذْهـولاً
يَسْـتَـلْهِمُ مِنْ بُرْكانِكَ
كَيْـفَ تـُؤجَّجُ في ليلِ الطَّاغوتِ النارْ
وقف العالمُ تلميذاً
يتعلَّمُ مِنْ زِلْزالِـكَ
كَيفَ يُصانُ الإنسانُ
وكيفَ يُصاغُ الثوَّارْ
أَلِـغَـيْـرِكَ يَتوهَّجُ قُرْصُ الشَّمْسْ
يَتَلوَّنُ قوسُ القُزَحِ
ويَشْدو عَصْـفورُ الرَّفْضْ؟!
يا عِـقْداً في عُـنُـقِ الارضْ!!
أَلِـغَـيْـرِكَ يَتَدَوَّر إكْليلُ الغارْ؟!
كُـتِـبَ التاريخُ جميعاً
بِالحِـبْـرِ عَـلَى الأوْراقِ
فَـهَـلْ قرؤُوا تاريخاً
مَـكْـتوباً بِدِماءٍ
في صفحاتِ شَرارْ؟!
ما أَبْعَدَ ما بيْنَ نزيفِ النَّفْطِ
وبَيْنَ نَزِيفِ الأطْفالِ
وما أَقْرَبَ ما بَيْنَ خريفِ النَّفْطِ
وَبَيْنَ ربيعِ الأحرار!!
إِنَّ الحَـلْوى في أيْدي أطفال العالمِ
قُـدُسُ الأقْداسِ
ولَكِـنَّ الحَـلْوى
في أَيْدي أطفالِ فلسطينٍ
حَجَرُ الأَحْجارْ!!
يا هذا الفارسُ
لا تأْبَهْ بِصَراصيرِ القِمِّةِ
إنَّ سَنَابِكَ خَـيْـلِـكَ
أعلى.. أعلى.. أعلى..
مِـنْ كُلِّ تماثيلِ الشَّمْعِ
تماثيلِ القَمْعِ
وَعَاصِمَةُ الدَّجَّالينَ الكُبرى
سَتُواري سَوأَتَها تَحْتَ رِكابِكْ
وَمُلوكُ الصَّمْتِ
هُروباً مِنْ مِهْمازِكَ
صِـرْصارٌ يَزْحمُهُ صِـرصارْ!!
يَتَعَثَّرُ نَجْمُـكَ في الفَـلَـكِ العربيِّ القاتِمِ
لا عجَبٌ
إِنَّ كُسُوفَ الشمْسِ
مُـقَـدِّمةٌ لِـخُـسُوفِ الأقمار!
إشْرَبْ كَأسَ دموعِكَ
وَالْسَعْ بِمُـلُـوحَـتِها الأحلامَ
فَـتَـنْـهَـضَ نشْوَى
تَتَسَـلَّقُ خَـيْطَ الفَجْـرِ
وتَـقْـطِفُ مِـنْ أرواحِ الشُّهداءِ
بَواكيرَ الزَّنْـبَـقِ
وتُعبِّئُ غَيمَ الفرْحَةِ
بالإمطارْ
يا هذا الفارِسُ
لا تتعَثَّـرْ
سَـيُضيءُ فتيلُ الحُزْنِ
قناديلَ الشُّهداءِ
على بابِ الخَيْمةِ
لا رَيْبَ
فَإنَّ السُّفنَ العائدةَ الليلة َ
لا تستهدي الميناءَ
بِغَيْرِ مَنَارْ!!