الخمرة مذبحة
صارَ الزيتونُ كلامًا مِنْ أينَ أجيؤُكِ بالطيبِ ليومِ العُرْسِ، فإنْ شئتِ عجنتُ لكِ الطِّيبَ بأغنيةٍ ليصيرَ كلامًا حتى الطِّيبُ، فهاتي شَعْرَكِ أمسَحُهُ بالموّالْ:
لا تْصَدّقي المَوّالْ، وِاسْتنّي الخبَرْ
وِجْهِكْ مدينِة مْحاصَرَة وْوِجْهي سَفَرْ
لمّا بْتضحكْ حيفا عا شطّ اصرَخي:
يا ريتْ حيفا صُورْ، وِالشامِ البَحَرْ
فإذا شئتِ ملأتُ لكِ الدارَ مَواويلَ تفوحُ برائحةِ الزّعترِ (والزعتر طِيبٌ يُعجنُ بالدمْعِ حزينُ الرائحةِ إذا جاءَ الليلُ تسلّلَ منهُ عبيرٌ كالظلّ فحطَّ على أبراجِ الدبّاباتِ وعندَ بُزوغِ الشمسِ يصيرُ غبارًا أسوَد ْ) :
رُوحي عَ آخِرْ أرْضْ وِاتخبّي بْحَجَرْ
صيري حَكي، صيري إسِمْ، صيري خَبَرْ
غيمة عَ كِتْفِ الرّيحْ في عِزِّ الشّتا
إنتِ وْأنا، لا بُدّ ما نِنزَلْ مَطرْ
وإذا شئتِ، سَرقتُ لكِ الطّيبَ منَ الأعيادِ الآراميّةِ فانتظري عودةَ سفنِ الأسطولِ مُحمّلةً بالنّصرِ وطيبُ المدنِ المنهوبةِ يَستبقُ الجُندَ إلى الساحاتِ الملتهبةِ بالناسِ وأقواسِ النصرِ ويخطو فوقَ جُسورِ الصّرَخاتِ المزْهوّةِ حيثُ المَلكُ يضمّخ لِبدتَه بدِماءِ الكنعانيّين.
وغداً حينَ تمرُّ الريحُ الغربيةُ سألمُّ لكِ الطيبَ المكتظَّ برائحةِ الليمونِ وعِطرِ السرّيسِ وأنفاسِ الفرحِ الصيفيِّ على ساحلِ طُروادةَ كيْ أصنعَ لكِ عيدًا مِنْ أفراحِ الناسِ وأكتبَ بالموّالِ على شفتيكِ نبوءةَ حزنٍ قادمْ:
(سيجيءُ الحزنُ القادمُ في عُلبِ الفِطرِ السحريّةِ تَحملها الحيتانُ وأجنحةُ الطيرِ ويَحْتلمُ السفحُ المخبولُ سلاحفَ تنزلقُ عليها صَرَخاتُ الشيخِ الجالسِ في القمّةِ: يا آرامُ اختبئي!)
فإذا غمرَ الموتُ الشطآنَ وصرخَ الزنبقُ في ساحاتِ دمشقَ وأينعَتِ الصحراءُ بأصواتِ الغوطة، تَمّتْ دورةُ حَيْضِكِ وتهيّأ في نهدَيكِ وفي شفتيَّ العُرْسُ، ابتدئي الحَمْلْ!
أجيؤُكِ بالطيبِ المَعْجونِ بزَيْتِ الزيتونِ مِنَ الرّامَةِ إنْ جِئتِ بطفلٍ يتكلمُ بالكنعانيّةِ في المَهْدْ!