الأشياء الصغيرة
آهِ ...
ما أجْملَ الأشياءَ الصّغيرَة!
العَصافيرُ وَالحكاياتُ وَلُعَبُ الأطفالْ
الأسْماءُ ذاتُ المَقطعِ الواحِدِ
كَلماتُ الوَداعِ الأخيرَة
أقلامُ الشّفاهِ، والأزْرارُ وَالقُبَلُ المُحرّمَة
الرّصاصُ قَبْلَ أنْ يَنطلِقَ
الشبابيكُ وَالقُبورُ وَغُرَفُ السّطحِ وَأكشاكُ الكُتُبْ
المُدُنُ ذاتُ الأسْوارِ
قَصائدُ صِغارِ الشعَراءِ، وَالملوكُ العَرَبْ
كلِماتُ التّحيّةِ الموجَزَة
- مَرْحَبًا أيّتُها الطفْلَة!
مُنذ مَتى وَأنْتِ تَنتظِرينْ؟
لا بَأسَ
لا أحَدَ يَنتظِرُ عَبَثًا
وَفي أثناءِ انْتظارِكِ
تَقتَرِبُ الأشْياءُ مِنْكِ بِحُكْمِ العادَة
وَيَكْبُرُ نَهْداكِ وَأنْتِ لا تَشعُرينْ.
انْتَظري!
لَوْنُ عَينَيْكِ نَخيلْ
لَوْنُ عَينَيْكِ بَيادِرْ
لَوْنُ عَينَيْكِ رَحيلْ
ماذا تَقولينْ؟
أنا أدَنْدِنُ بهذِهِ الأغنِيَةِ لأنّها صَغيرَة
أحْمِلُها تَحْتَ أسْناني كَشَفْرَةِ الحِلاقَة
أقَسِّمُ بِها الزَمنَ إلى ساعاتْ
وَأحيانًا إلى دَقائِقْ
فأنا لا أحِبُّ الأشياءَ الكَبيرَةَ كَما تَرَيْنْ
وَلذلِكَ أحْبَبْتُكْ.
لا.
لا أنْتظرُ أحَدًا
وَفي الحَقيقَةِ، لا أحَدَ يَنْتظرُني
وَقدْ كَبُرْتُ كَما تَرَيْنْ
وَتغيّرَ الرّصيفُ على قَدمَيَّ مَرّاتٍ عَديدَة
وَلكِنّي مَعَ ذلكْ
ما زِلْتُ أحِبُّ أنْ أنْتظِرْ
فَهَلْ تَسْمحينَ لي أنْ أشاركَكِ الاِنْتِظارْ؟
سَلامًا أيّتُها الطفلَة!
أنْتِ أجْمَلُ مِنّي بِكثيرْ
أصْغَرُ مِنّي بِانْتظارٍ كامِلْ
أنْظُري كيفَ يُسْرِعُ الزّمَنْ!
يُصْبِحُ مُجَرّدُ تَكتَكاتٍ عَلى مِعْصَمِكِ الحُلْوِ
وَيَفْقِدُ الاِنْتظارُ نكهَتَهُ المُعذّبَة.
عَبَثًا
لَوْ كُنْتُ أنا أنْتِ
لَوْ لَمْ أُخْدَعْ مِنْ قَبْلُ
لَصَرَخْتُ في وُجوهِ المارَّة:
- أيّها الأغبِياءْ،
إنّ الزّمَنَ وَالطريقَ وَالبابَ
أشْياءٌ لا يُمْكِنُ أن تُخْدَعْ!