إلى روح إبراهيم طوقان، شاعر فلسطين
لِمَـنِ اللـواء وفيـمَ هـذا الفيلقُ وعـلامَ تحتـشدُ الجمـوعُ وتـُحْـدِقُ
قالـوا هُـمُ الشعـراء جاء نديُّهم ليضـمَّ صـاحبـه المكـان الأليـق
ساءلـتُ في عجبٍ وأيـن زعيمهم قالوا قضى، فصرختُ بئس المنطـق
أكـنـارُ نابلس يمـوتُ وهـذه صفـحاتُـه روحٌ وقـلـب يخفـق
ويغـيـب بلبلـُـها لتبقـى بـعـدَهُ غربـانُ شـعـرٍ بالتوافـهِ تنعـق
لا والَّـذي جعـل المنيـةَ سُـنَّـة ً تجري علـى جيـد العبـاد وتُطبـِق
ما مـات ابراهيمُ بَـلْ هو طـائر في جنـة الفـردوس حيٌّ يُـرْزَقُ
ولتـسْأَلوا رضـوانَ عن خطراته ومن الملائـك مَـنْ يفـوهُ وينطق
أفـلا يـزال الفـذ ُّ يصدح مُـنـْشِداً ويعُـلُّ مـن خمْـر الرحيق ويلعق
يخـتـال بيـنَ نمـارق ٍ وأرائـكٍ ترنـو لَـهُ حُـورٌ وحـور تـرمق
والكـوثرُ الرقـراق تحـتَ قطوفه نشـوان تلمسـه القـطـوف فيفهق
ويهـزُّ عـرشَ الله كـلَّ عـشيـةٍ والمصطفى مُصْغٍ وعيسى مُطْرقُ
ومنـازل الشهـداء خـفَّ نـزيلُها طربـاً وولـدان الخـلـود تصفـِّق
وملائكُ الـرحمـن حـولَ مليكُهمْ طـاروا بأجنحـة الحمـاس وحلقوا
يـرجونه بـذوي المغـرد رأفـة واللـه أحـرى بالإجـابة أخلـقُ
الشعـرُ أنـتَ شبـابُهُ وجمـالـه والحـبُّ أنـتَ معـينـُه المتـدفِّق
أبـدعتَ في صوغ القـريض كأنَّهُ نـجـل تـهـذِّبـه ذكـي شـيـقُ
فكـأنَّ مخلـوقَ المعاني "جعفـر" و"عُرَيْـبُ" قالـبه البديـع المشـرق
وكـأنَّ ألفـاظَ الغنـاء خـلالـهُ "سيـن الغريـرة" بالعذوبـة تنطق
ونظمـت نابلسـا فكـان جلالها بيـتـاً لَـهُ بـيـنَ المطـالع رونـق
"جـرزيم" في صدر أبيٌّ شامـخ "عيبـال" في عَـجُـز ٍ أشـمٌّ أبـلقُ
***
مـا كنتَ في الشعراء إلا سيِّـداً لِـمَ لا يسـود الـصـانع المتـأنِّـق
في غمرة الأحداث ذكراك أنطوت لـكـنَّ روحَـك لـم تـزلْ تتطـرق
وإذا نـُسيـتَ فـإنَّ شعبك لم يزل بهمـومـه متـشاغـل أو مُـغْـرِقُ
صدقـتْ نبوءتك الـتي أعلنتها فحقـوقُـنا لا تستـوي أو تُحْـقـَقُ
نَـمْ في ثـراك، لعلَّ يوماً آتيـاً تُجـلى به الظـلـمـاء بَـلْ تـتـألَّـق
وعليكَ مِـنْ ذكـراك فينا رحمة وعليـكَ مِنْ رحمـات ربِّـك غيـدقُ